النادي الإفريقي عميد الأندية التونسية
لئن كان نادي الراسينغ التونسي أول جمعية رياضية تؤسس فرعا لها في كرة القدم في تونس سنة 1906 ، فإن النادي الإفريقي يعتبر عميد الأندية التونسية كونه أول فريق تونسي يرأسه رئيس تونسي في شخص البشير بن مصطفى وكونه أول فريق تونسي يتحدى قوانين نظام الحماية الفرنسية التي تفرض أن يكون رئيس الجمعية فرنسيا وأن تكون ألوان ورموز الجمعية مخالفة للراية الوطنية ، المؤلفة من اللونين الأحمر والأبيض ومن رمزي النجمة والهلال الأحمر التونسيين .
انطلق تاريخ النادي الافريقي في عام 1917، حينما كانت تونس تعيش الحرب العالمية الأولى . حينئذ شعر شبان تونسيون بالحاجة إلى إنشاء جمعيات يستطيعون من خلالها التعبير والترفيه عن أنفسهم .
من على شرفة بيت عائلة قدور التي كانت تطل على المدينة العتيقة والتي كان يُرى منها قبب سيدي محرز ، كان النقاش محتدما . كان البعض يريد إنشاء فرقة موسيقية ، في حين دعا البعض الآخر إلى إنشاء جمعية رياضية تمارس كرة القدم . وفي المقابل ، دعت مجموعة أخرى إلى إنشاء فرقة مسرحية .
وفي نهاية المطاف ، استقر الرأي على إنشاء فريق لكرة القدم . لم يكن أحد من هؤلاء الشبان الوطنيين يتخيل بأن جزءا من أحلامه سيتحقق . فمن هذه المجموعة ، اختار البعض إنشاء جمعية رياضية ، في حين اتجه البعض الأخر نحو المسرح والموسيقى ، إلى جانب الرياضة . بذلك وفي عامي 1934-1935 ساهم كل من أحمد الضحاك وجمال الدين بوسنينة وبلحسن بن الشاذلي في إنشاء فرقة الراشيدية للموسيقى .
أما المجموعة التي آثرت إنشاء فريق لكرة القدم فقد حصلت على نماذج للنظام الداخلي لعدد من الجمعيات القائمة كما أبقت على اتصالاتها مع الأطراف التي كانت متحمسة لمشروع إنشاء فريق رياضي . وقد أمكن لفريق كرة القدم ، الذي كان مؤلفا من اللاعبين ينتمون إلى المدرسة العلوية والصادقية وجامع الزيتونة ، من إجراء مقابلات ودية مع الفرق التي كانت لا تلعب أيام الأحد . وكانت هذه المجموعة النواة التي منها تحققت المقاصد التي كان يرنو إليها مؤسسو النادي الإفريقي .
وبإيعاز من بشير بن مصطفى ، وأحمد بن ميلاد ، وعبد الرزاق كرباكة ، وعبد المجيد شاهد ، وحسن نويصري ، والشاذلي الورقلي ورفاقهم ، بدأت الأمور تصبح أكثر جدية ، لاسيما حينما قدم الشيخ جمال الدين بوسنينة مشروعا بإنشاء فريق رياضي مشفوعا ببرنامج عمل متكامل . و جدير بالذكر ، في هذا الصدد أن الشيخ جمال الدين بوسنينة كان أول صحفي رياضي حرر بالعربية في تونس .
وما أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها حتى تم المرور إلى مرحلة التنفيذ . يُذكر أنه بعد مقابلة حامية الوطيس جمعت فريقي الملعب الإفريقي وملعب تونس العاصمة ، اندلعت مواجهات دامية أفضت إلى قرار اتخذته سلطة الحماية يقضي بحل الفريقين . فكانت الفرصة مواتية لتعويضهما بفريقين تونسيين .
قُدم ملف للحصول على التأشيرة لمزاولة النشاط الرياضي مع نهاية الموسم الرياضي 1918-1919 ، غير أن سلطات الحماية الفرنسية رفضت الطلب من حيث الشكل لكونه لا يحترم الأحكام القانونية التي كانت قائمة في ذلك الوقت ، والتي كانت تقضي بأن يكون رئيس الجمعية فرنسيا وبأن يتم تغيير ألوان الجمعية وبأن لا يتم اتخاذ لا اللونين الأحمر والأحمر ، رمز العلم التونسي ، ولا وضع النجمة والهلال على زي الفريق .
انطلق الموسم الرياضي لعام 1919 وبقي ملف النادي الإفريقي عالقا . بيد أن الداعين لهذا المشروع لم تُثبط عزائمهم ، بل حافظوا على اللاعبين وأخضعوهم لتمارين منتظمة مع الاستمرار في إجراء مقابلات ودية . كما قرروا أن تكون الجمعية في نفس الوقت ، ذات طابع رياضي وترفيهي ، لذا فإن الفرقة الموسيقية للنادي الإفريقي بدأت نشاطها قبل فرع كرة القدم .
و بفضل الدعم المقدم من المرحوم الشاذلي عبد القادر وحمادي بن ظريف ، تم أخيرا الحصول على التأشيرة يوم 4 أكتوبر 1920. لقد اقتضى الأمر انتظار سنة بأكملها ، غير أن النادي الإفريقي كان أول فريق يتألف معظمه من التونسيين يحصل من سلطة الحماية على تنازل ذي شأن ، والمتمثل في ترأس شخصية تونسية لجمعية رياضية ، فكان ذلك سبقا تاريخيا فتح الأبواب أمام كل الجمعيات الأخرى لتحذو حذو الخطوة الجريئة والوطنية التي أقدم عليها الرعيل الأول للنادي الإفريقي
عُقدت الجلسة العامة الأولى للنادي في مقهى الفرجاني بالحاج عمار الكائن في نهج باب الجديد ، مقر النادي الموجود في ( مخزن الصوف ) بالمركاض .
سيذكر التاريخ أيضا أن أحمد الزقلاوي ، أحد الأعضاء المؤسسين للنادي الإفريقي ، كان أيضا أحد مؤسسي النجم الرياضي الساحلي سنة 1925 .
لئن كان نادي الراسينغ التونسي أول جمعية رياضية تؤسس فرعا لها في كرة القدم في تونس سنة 1906 ، فإن النادي الإفريقي يعتبر عميد الأندية التونسية كونه أول فريق تونسي يرأسه رئيس تونسي في شخص البشير بن مصطفى وكونه أول فريق تونسي يتحدى قوانين نظام الحماية الفرنسية التي تفرض أن يكون رئيس الجمعية فرنسيا وأن تكون ألوان ورموز الجمعية مخالفة للراية الوطنية ، المؤلفة من اللونين الأحمر والأبيض ومن رمزي النجمة والهلال الأحمر التونسيين .
انطلق تاريخ النادي الافريقي في عام 1917، حينما كانت تونس تعيش الحرب العالمية الأولى . حينئذ شعر شبان تونسيون بالحاجة إلى إنشاء جمعيات يستطيعون من خلالها التعبير والترفيه عن أنفسهم .
من على شرفة بيت عائلة قدور التي كانت تطل على المدينة العتيقة والتي كان يُرى منها قبب سيدي محرز ، كان النقاش محتدما . كان البعض يريد إنشاء فرقة موسيقية ، في حين دعا البعض الآخر إلى إنشاء جمعية رياضية تمارس كرة القدم . وفي المقابل ، دعت مجموعة أخرى إلى إنشاء فرقة مسرحية .
وفي نهاية المطاف ، استقر الرأي على إنشاء فريق لكرة القدم . لم يكن أحد من هؤلاء الشبان الوطنيين يتخيل بأن جزءا من أحلامه سيتحقق . فمن هذه المجموعة ، اختار البعض إنشاء جمعية رياضية ، في حين اتجه البعض الأخر نحو المسرح والموسيقى ، إلى جانب الرياضة . بذلك وفي عامي 1934-1935 ساهم كل من أحمد الضحاك وجمال الدين بوسنينة وبلحسن بن الشاذلي في إنشاء فرقة الراشيدية للموسيقى .
أما المجموعة التي آثرت إنشاء فريق لكرة القدم فقد حصلت على نماذج للنظام الداخلي لعدد من الجمعيات القائمة كما أبقت على اتصالاتها مع الأطراف التي كانت متحمسة لمشروع إنشاء فريق رياضي . وقد أمكن لفريق كرة القدم ، الذي كان مؤلفا من اللاعبين ينتمون إلى المدرسة العلوية والصادقية وجامع الزيتونة ، من إجراء مقابلات ودية مع الفرق التي كانت لا تلعب أيام الأحد . وكانت هذه المجموعة النواة التي منها تحققت المقاصد التي كان يرنو إليها مؤسسو النادي الإفريقي .
وبإيعاز من بشير بن مصطفى ، وأحمد بن ميلاد ، وعبد الرزاق كرباكة ، وعبد المجيد شاهد ، وحسن نويصري ، والشاذلي الورقلي ورفاقهم ، بدأت الأمور تصبح أكثر جدية ، لاسيما حينما قدم الشيخ جمال الدين بوسنينة مشروعا بإنشاء فريق رياضي مشفوعا ببرنامج عمل متكامل . و جدير بالذكر ، في هذا الصدد أن الشيخ جمال الدين بوسنينة كان أول صحفي رياضي حرر بالعربية في تونس .
وما أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها حتى تم المرور إلى مرحلة التنفيذ . يُذكر أنه بعد مقابلة حامية الوطيس جمعت فريقي الملعب الإفريقي وملعب تونس العاصمة ، اندلعت مواجهات دامية أفضت إلى قرار اتخذته سلطة الحماية يقضي بحل الفريقين . فكانت الفرصة مواتية لتعويضهما بفريقين تونسيين .
قُدم ملف للحصول على التأشيرة لمزاولة النشاط الرياضي مع نهاية الموسم الرياضي 1918-1919 ، غير أن سلطات الحماية الفرنسية رفضت الطلب من حيث الشكل لكونه لا يحترم الأحكام القانونية التي كانت قائمة في ذلك الوقت ، والتي كانت تقضي بأن يكون رئيس الجمعية فرنسيا وبأن يتم تغيير ألوان الجمعية وبأن لا يتم اتخاذ لا اللونين الأحمر والأحمر ، رمز العلم التونسي ، ولا وضع النجمة والهلال على زي الفريق .
انطلق الموسم الرياضي لعام 1919 وبقي ملف النادي الإفريقي عالقا . بيد أن الداعين لهذا المشروع لم تُثبط عزائمهم ، بل حافظوا على اللاعبين وأخضعوهم لتمارين منتظمة مع الاستمرار في إجراء مقابلات ودية . كما قرروا أن تكون الجمعية في نفس الوقت ، ذات طابع رياضي وترفيهي ، لذا فإن الفرقة الموسيقية للنادي الإفريقي بدأت نشاطها قبل فرع كرة القدم .
و بفضل الدعم المقدم من المرحوم الشاذلي عبد القادر وحمادي بن ظريف ، تم أخيرا الحصول على التأشيرة يوم 4 أكتوبر 1920. لقد اقتضى الأمر انتظار سنة بأكملها ، غير أن النادي الإفريقي كان أول فريق يتألف معظمه من التونسيين يحصل من سلطة الحماية على تنازل ذي شأن ، والمتمثل في ترأس شخصية تونسية لجمعية رياضية ، فكان ذلك سبقا تاريخيا فتح الأبواب أمام كل الجمعيات الأخرى لتحذو حذو الخطوة الجريئة والوطنية التي أقدم عليها الرعيل الأول للنادي الإفريقي
عُقدت الجلسة العامة الأولى للنادي في مقهى الفرجاني بالحاج عمار الكائن في نهج باب الجديد ، مقر النادي الموجود في ( مخزن الصوف ) بالمركاض .
سيذكر التاريخ أيضا أن أحمد الزقلاوي ، أحد الأعضاء المؤسسين للنادي الإفريقي ، كان أيضا أحد مؤسسي النجم الرياضي الساحلي سنة 1925 .